الأثنين, 10 فبراير 2020 01:50 مساءً 0 726 0
تأملات
تأملات

جمال عنقرة

منبر الحوار القومي

كنت أقلب في دفاتري القديمة بحثا عن أوراق خاصة بالشركة الأفريقية للصحافة والنشر التي أصدرنا منها صحيفة (السوداني الدولية) عام 1993م، وكنا نمتلك مع مجموعة من الزملاء 80% من أسهمها، وفي أول مجموعة ورقية وقعت في يدي وجدت اوراقا خاصة بمنبر الحوار القومي الذي أسسناه مع الإتحاد العام لنقابات عمال السودان عقب توقيع اتفاقية نيفاشا للسلام في العام 2005م، ووجدت خطابا كنا قد حررناه مع الأخ البروفيسور إبراهيم غندور رئيس اتحاد العمال في ذاك الزمان بصفته رئيسا للمنبر، وشخصي الذي كان منسقا عاما له، ولقد وجهنا الخطاب الي مجموعة من قيادات ورموز السودان، في كافة المجالات، وبتبايناتهم المختلفة، وجاء في الخطاب (يمر السودان خلال هذه الفترة بأهم وأخطر مراحل تطوره منذ نشأته الأولي كوطن له حدود معلومة، وشعب وملامح، وسمات، فالسلام الذي تحققت فصوله الأخيرة باتفاق السلام الشامل بين الحكومة والحركة الشعبية في التاسع من يناير هذا العام 2005م، طوي صفحة من القتال والاقتتال ظلت مفتوحة لنصف قرن من الزمان هي كل عمر السودان الوطن الحر المستقل، ابتداء من أحداث أغسطس 1955م، وحتى توقيع الاتفاق الأخير في العاصمة الكينية نيروبي. . هذا السلام الذي تحقق رغم أنه قد حمل معه بشارات عديدة إلا أن ما حمله معه من تحديات قد يفوق بشاراته وبشرياته، وقد تهدد التحديات كل مكتسبات السلام .. ولعل مصرع الدكتور جون قرنق في حطام طائرة الرئاسة الأوغندية وما تلا إعلان النبأ من أحداث مؤسفة وقعت في أنحاء متفرقة من السودان كان افظعها في العاصمة القومية الخرطوم، وفي عاصمة الجنوب جوبا، فهذه الأحداث المأساوية كشفت بعضا من تحديات السلام، الذي لم تتنزل ثقافته بعد علي القواعد الشعبية، ولولا حكمة القادة وبعض النخب من بعد فضل الله تعالي لانقلب كسب السلام وصار وبالا علي السودان كله. ..... ثم إن تعثر المفاوضات بين فرقاء السياسة السودانية في شأن الوصول إلى صيغ مقبولة للمشاركة في حكومة الفترة الانتقالية أبانت أن القواسم المشتركة بين القوى السياسية السودانية رغم تكاثرها وتراكمها إلا أنها لم تبلغ بعد المستوى الذي يرتفع بالفرقاء عن الخلافات الصغيرة من أجل وطن يستحق أن يسعي بنوه الي توفير ضمانات الاستقرار له ولشعبه. ...ولأجل هذا وذاك، تصدت مجموعة من أبناء الوطن الساعين لمد جسور التواصل بين أهلهم بالتضامن مع الإتحاد العام لنقابات عمال السودان استنادا علي إرث اتحاد العمال التليد في جمع أبناء السودان بمختلف اتجاهاتهم الفكرية والسياسية، وانتماءاتهم العقدية لإدارة حوار جاد وهادف كانت بعض محطاته الهيئة الشعبية للحوار الوطني والسلام، ومبادرة الشريف زين العابدين الهندي للحوار الوطني الشامل، ولواء السودان لدفع العدوان وتحقيق السلام، ومنتدي الحوار الوطني للسلام بالتضامن مع صحيفة الأزمنة، وملتقي السلام السوداني، وكلها كانت محطات مهمة لا يمكن تجاوزها حينما يتم تصفح تطور الحياة السياسية خلال العشر سنوات الأخيرة ... ومواصلة لهذه المسيرة القاصدة لوحدة الصف الوطني تواثقت هذه المجموعة وبرعاية الاتحاد العام لنقابات عمال السودان علي تأسيس منبر الحوار القومي، وهو منبر لكل أهل السودان، لمنظمات المجتمع المدني، ولكافة القوي السياسية الحاكمة والمعارضة، ولأركان السودان وأقطابه من الإدارة الأهلية والجماعات الدينية المسلمة والمسيحية، وللمثقفين والفنانين والأكاديميين، وللنساء والرجال، للشيب والشباب، لأهل الشمال والجنوب والشرق والغرب معا، لكافة السودانيين مهما كانوا وأينما حلوا، ويعني المنبر بمناقشة قضايا الوطن كافة في السياسة وفي الاقتصاد وفي المجتمع وفي الثقافة والفنون، وفي غيرها مما يهم أهل السودان ويهتمون به، ويحتاجون إلى توافق وتراض حوله، دون إملاء أو إقصاء. .... ولأنكم من حداة السلام ورواده ولأنكم من الركائز الأساسية التي لا بد وأن يقوم عليها كل حوار هادف لأهل السودان تسعدنا دعوتكم لحضور الاجتماع التأسيسي للمنبر في تمام الساعة الثامنة مساء يوم الأربعاء الموافق 17 أغسطس عام 2005م، بدار الاتحاد العام لنقابات عمال السودان) انتهي
أعتقد أن في هذه الرسالة دروس وعبر عظيمة، تستحق أن نستفيد منها، حتى لا يضيع من بين أيدينا أكثر مما ضاع.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مسئول أول
المدير العام
مسئول الموقع

شارك وارسل تعليق