ليس من بلد لتبدلات الاحوال وتقلباتها والكل بها مهدد، والظروف القاسية تهب ريحها عليك كنت فى السودان او فى المغتربات والمهاجر وحتى المنافى،زميلنا بهاء الدين اختار الإغتراب على الإقامة مطلع ثمانين القرن الماضى ،فشد الرحال قبل اربعة عقود ناشدا الحياة العريضة والرحيبة فى فضاءات الخليج الوسيعة ولم يخطئ الوجهة صحفيا رباضيا شاملا وفى الفروسية و عرض فنونها حاذقا لما قصد دولة الإمارات العربية المتحدة التى رحبت بمقدمه وأسرته متنقلا فى سنيين إقامته الأولى بين هذه وتلك حتى استقر به المقام بأعرق صحف العرب المعاصرة البيان الإماراتية ست الإسم ومليكة المحتوى والجوهر ،واختيار بهاء الدين لمغتربه يشف عن ذكائه الصحفى والإماراتى مولع قائدا ومواطنا برياضة الفروسية، وأظهر صحفية متقدمة وملفتة للانظار أجبرت رؤسائه للدفع به لتولى مناصب متقدمة وإيفاده لتغطيات فعاليات خارجية دولية منفردا أوبصحبة المشايخ والأمراء نائلا ثقتهم ولم يخذلهم قط فبادلوه حسن الأداء بجزيل العطاء، واستغرق حبيبنا بهاء الدين فى اداء مهامه القيادية الصحفية بالبيان الإماراتية بعد تدرج وتنقل مهنى فتح به الابواب واسعة لسودانيين أتوا من خلفه مهيئا أرضية محبة صلبة باحترام الذات والآخرين اهم مقومات الشخصية السودانية صاحبة السمعة الفريدة التى لم تنل منها دورة الأيام ولا تعاقب السنيين لقوة عظم سماتها وللحبيب بهاء الدين قدح معلى فى حسن سمعتنا وسيرتنا بين ابناء زايد وإلا لما اقام هناك أربعين سنة وزيادة فى إمارات الإنضباط التى اعطته ومكنته من رعاية اسرته وتنشئة ابنائه على نسق الحياة المتقدم والمتطور حتى عمل احد الابناء بفضائية عربية بعد التخرج والآخرين من دونه قيد البحث والترقب لإكمال مشوار الكفاح الذى سطره بهاء الوالد بعطاء لم يدخر معه شيئا، ورويدا رويدا، ابتدأت مسيرة العد التنازلى والترجل عن المهنة محبوبته ومعشوقته سارقة نضير سنوات عمره غير مبال والمقابل إمتاع متلقى خدمته الصحفية الميدانية والديوانية، لم يستبق بهاء حتى حقوقه لايام صعبة، فبعد ان نالها كاملة غير منقوصة مع قبلات على الجبين شكرا وعرفانا، صرفها فى غمضة عين على مستلزمات حياتية معتمدا على عمل احد الابناء جملا بديلا للشيل وفارسا مغوارا فى مضامير الحياة مع امل يحدو الاسرة التى من ورائها زوجة وام عظيمة فى توظيف الباقين، وسارت الحياة بالإعتماد على دخل الإبن على هشاشته مقابل مطلوبات تتسع و دوائر تضيق حتى استكملت حلقاتها بتوعك صحة الاب المكافح بهاء فى اللفة الأخيرة من مضمار السباق واللاهث غير المنقطع، اشتد المرض بالعائل الامين القوى وأصبح عبئا علاجه على الإبن الوحيد و اشتدت معه صروف الحياة على الأسرة و تدهورت الأوضاع وتفاقمت بعدم القدرة على تسديد اجرة المسكن ولم يسعفها الحال والمآل
للإنتقال لآخر باجرة اقل بيد انها كبيرة على ابن وجد نفسه عائلا لأسرة باتت الآن فى حالة عجز عن الأيفاء بضرورات الحياة ومما يزيد الطين بلة مؤشرات بفقد الإبن العائل لوظيفته بالفضائية،يحدثنى هكذا قريب عن الاسرة، اسرة بهاء عن معاناتها المتفاقمة وعن تمام عجزها لمداواة جراح بهائها فاضمرتها رسالة مفتوحة، ويقينى أن دولة الأمارات العربية المتحدة وبيانها ستكمل جميلها بتسهيل توظيف ابناء بهاء ومنح اسرته مسكنا حتى يشتد الساعد، فلتحمل عنى اخى السفير الجنيبي بأريحية دبلوماسيتك واريحية سريرتك رسالتى هذه لقيادة بلد واخيارها للوقوف مع اسرة بهاء حتى تعدى مرحلتها الإنتقالية وحسبها عثرة انتقالية بلدها المصعبة العيش على اهلها والمخيفة لكل من يفكر فى يوم حزم حقائب العودة ملأى بالمصاعب والهموم ولك الله الحبيب بهاء ولاسرتك وهو حسبك واعذرنى ان افتضحت من امرك وقد قمت على ستره نبيا فى أسرتك ورسولا باسمى المعانى والقيم.