الخارطة
ثلاثة أيام قضيتها فى مدينة وادي حلفا الساحرة بطبيعتها الخلابة وانسانها الجميل والتحام الصحاري والمياه والجبال، والليل والقمر ضدين اجتمعوا، هو عتيق، فى صحبة وفد الشركة السودانية للمعادن برئاسة المهندس مبارك اردول المدير العام وفى المعية الفريق بشير الطاهر مدير عام شرطة الجمارك، وادي حلفا أيقونة الموارد القومية للخزينة العامة، هي المدينة المعطاء التى اهدت منذ أزل واسدت الفراعنة سدهم العالي سر حيواتهم وسبب تهجير جل الحلفاويين النبلاء بين راض ومضطر وباق إلى يومنا ومحافظ على مدينة شأوها بعد لم يكتشف تجاور بحيرة السد والذكريات وعينها على مئذنة المسجد العتيق تشهق عن بعد حتى وقت قريب قبل أن تكمل مياه البحيرة إغراقها، وانسان وادى حلفا من رفض طيها بالنسيان يسدي الآن الموارد عبر المعابر الحدودية جماركاً وآبار التنقيب التقليدية والحديثة ذهبا وسلسلة من معادن بين طى صخورها، مدير عام كلية علوم الأرض والمعادن وبروفها يحاضر وفد الشركة من داخل مقرها بالمدينة معددا الفوائد التى يقدمونها تعليما للأبناء ورفدا للمجتمع وشركات التعدين عينا بخريجين نبلاء يطغون نوابغ فى كل الأنحاء وكما كلية علوم الارض مدت حبال التواصل بالابحاث المتقدمة لتهديها امهات الجامعات الأوروبية وبالذكر يخص البروف الالمانية أجهزة متقدمة تعينها على الغوص فى أعماق فجاج الأرض، مديرها ابن دارفور المقيم حلفاوى بالإقامة نحو ثلاثين سنة بالمدينة الوادي ويبادل اهلها عطاءه بالحب ووافر الإمتنان،يبسط عميد كلية علوم الأرض طلبات امام طاولة اردول مقدما الشكر لإدارة الجمارك والفريق بشير الطاهر فيستجيب مدير عام شركة المعادن بتاهيل المعمل وتشييد استراحة الأستاذة ليتكفل والي الشمالية بتوفير عربة دفع رباعى لفرق الكلية البحثية الميدانية، عميد علوم الأرض والمعادن يشحذ الهمم ويعليها بمقولة تستحق ان تكون لإعمار وادى حلفا شعارا حافزا،فى كل صخرة ثروة هي المقولة، جبال وصخور متراكمات تحيط بوادي ونهر المدينة تنبئ آوان وادي حلفا عاصمة للسياحة والتجارة والكياسة قريب، مشروع نهضة نوعية بتحسين المعابر على علاتها المستدعية علاجا ومن ثم عملآ على تطويرها وزيادتها مع الجارة مصر و وتنظيم عمليات حفر آبار التنقيب، ففى زيادة المعابر مع التجويد تخفيف للضغط على الموجود و نواة لتشكيل المدن الحدودية المفقودة وهى الاجمل والأربح فى عدد من الحدود الدولية المتنعمة المتجافية مع الحروبات والنزاعات على الثروات وتحويلها لتعاون درير للخيرات مضاعف الثروات، أما تنظيم عمليات التنقيب عن الذهب وسائر المعادن يبشر به المهندس اردول فى اللقاء النوعى بكلية الأرض والمعادن بوجود بعثة فنية روسية بحثية مع خبراء سودانيين لإعداد خارطة المعادن السودانية فى رحاب زماني قد يمتد لعقد من الزمان يتمكن خلالها المعدنون من توفيق الأوضاع على غرار ما شهده اردول فى بلاد الأتراك من اهدوه بوصفه المدير العام لشركة المعادن خارطتهم المعدنية المعلقة الآن فى استار الشركة ملكا لحكومة السودان ونبراسا مطرزا بكل آلاء الأرض وهباتها الأتراك من قناطير الذهب والفضة والنحاس والكروم وهلم خيرات ومجرات،فكل ما مضى فى قطاع الذهب تعدين غير نظامى والإنطلاق نحو التقنين يبدأ منذ ايام معدودات بالبعثة الفنية الروسية وواهم من ظن مهمتها التعدين كما هو سائر عن الذهب ودورها كما اعلن أردول بحثيا بامتياز حفظا للحقوق الأجيال.
الرؤية
زيارة وفد شركة المعادن تتحول من مجرد زيارة لعمل دولة متكاملة بالرؤية الأعمق والمفهوم المتقدم للمسؤولية المجتمعية المعروفة عالميا بأنها أموال من ريع مختلف المشاريع الخاصة لرفاهية المجتمعات المحلية غير أن أزمات المجتمعات السودانية وضعف البني التحتية تصيرها قسريا أموالا تضخ لامهات المشاريع الإستراتيجية وهذا مما يضاعف من أعباء شركة المعادن ويضعها فى مرمى نيران المتأزمين من أصحاب المصالح بالمجتمعات المحتضنة أنشطتها، قيادة الشركة بزيارتها لوادى حلفا تخرج من عباءات مسؤوليتها ومقصوريتها وتفكر خارج صندوق الرعاية والمسؤولية المجتمعية مستفيدة من حضرية إنسان وادي حلفا الجاد والمحترم والحريص على حقوقه دون نيل من المصالح الكلية،وفود ووفود تجلس لأردول لثلاثة ايام وتدير حوارات تدل على النضج والوعى، وبدا مدير الشركة حريصا للجلوس والإستماع لساعات طوال لكل الأطياف والمكونات المحلية إلا من أبى منها ومن رفض عبر عن رأيه بكل حضارية مبلغا رسالته، أردول ابن الهامش يشغف بتطوير مجتمعات مسؤولية شركته المجتمعية وفى اللقاءات المشتركة مع الوالى الباقر بالمعابر وبمقار حكومة الولاية ومع بعض قيادات مكونات وادي حلفا،يبدى حرصا على المعالجات الكلية بتكامل حق المجتمعات المحلية من اموال المعادن مع مؤسسات الدولة القائمة،وشبه إتفاق شهدنا تبنته الشركة لحل نهائي لأزمة المياه بمدينة وادى حلفا بشراكة مع الجمارك بتعهد مديرها والولاية بموافقة الوالي الباقر وابن المنطقة رجل الأعمال اسامة داؤود من يضمن المتفقون الحاضرون موافقته على سداد كامل المبلغ المطلوب، فى كل اجتماع لبذل أموال المسؤولية المجتمعية تحرص قيادة الشركة على إقناع المؤسسات الرسمية على التعاون لعدم كفايتها دعما لاقتصاد ومعاش الناس وامنهم، تفعل الشركة ذلك لتضمن فائدة ما تبذله من مال عام فى محلية وادي حلفا التى اعد القائمون على امر اموال الشركة فيها تقريرا شفافا مفصلا قررت قيادتها الإتخاذ منه نموذجا لمختلف المحليات، ويتضح اتساع الافق للتعامل مع اموال المسؤولية المجتمعية فى زيارات وفد اردول للمعابر بصحبة الوالى وكل المعنيين ولكأن بها كمن يطلق الجزء ويريد الكل، فى الزيارة فتوحات يلحظها المترددون على السفر بالمعابر في مقبل الايام بمعالجات أوجه القصور ومتابعة الوالى الشخصية الذى بات حزينا كما أفصح عشية زيارة موقع آرقين الذى راعه ما فيه مطلقا سراح بصات مسافرين من مختلف الاعمار من انتظار طويل غير مبرر متعهدا برفع الامر للجهات العليا برمته لتكسب شركة