أجراس فجاج الأرض .. عاصم البلال الطيب.▪️لا حول ولاقوة إلا بالله ▪️ميتة وخراب ديار.
تهمى العقارب فى قرى المناصير وتلدغ وتستغيث وما من مستجيب بحجم الفاجعة، أولاد المناصير لم يقفوا فراجة وأقاموا نفيرا واستنفارا وإثباتا لاستمرار تقدم المجتمع على طواقم الدولة الرسمية فى مختلف الحقب والتقلبات من يصاب افرادها بحالة الإنفصام والإنعزال عن الناس وكأن لم يكونوا بينهم مكتوين،وازاء استمرار اختطاف الدولة السودانية بالخلافات والأطماع تتوسع دوائر المصائب والكوارث إصطناعية وطبيعية، ويبعث على الإحساس بالأسى والمرارة تحويلنا لفصل الخريف لموسم من التخريب والتهريج، ذات زيارة للاردن تزامنت مع تساقط الجليد بكثافة بعد طويل غياب وهجران للربوع والوديان،يبهج احتفاء الأرادنة بمقدمه ليبددوا مخاوف الغريب القادم من بلاد أهلها يتضرعون كل ما انهمر الغيث وفاض النهر حوالينا لا علينا بينما هؤلاء يحتفون بانهمار الثلوج حافظات مياه حتى حصادها للسقى والزرع! فإلى متى نضع الايادى على القلوب فى موسم الخريف؟ سيطول الوضع وطوبة ولبنة لم توضع بعد لبناء الدولة السودانية وتغيير الخارطة الجغرافية بالعلم والفطرة السليمة ما حفظتنا سنينا عددا، واذكر بكل الإعجاب صور قريتى ومسقط رأسى وجدى ديم القراى فى فصل الخريق وأهلى يعمرونها بحسبان دقيق وتوقعات سليمة لدفقات الامطار وزخاتها بالحلة الفوق مستفيدين بذكاء من ملاحظات فى تأسيس الحلة التاريخية التحت بمحاذاة النهر الحنين، إذ يفيض فى اعوام عارما بالحلة محيطا ومطوقا ريثما ينحسر رويدا رويدا مخلفا أضرارا لا تذكر بفضل إحتساب أهلنا المؤسسين للقرية وإفساحهم لمياه الامطار والفيضان للإنصراف وما يركد إلا من أخطاء بشر تبرز كل ما فاض النهر وانهمر المطر، فى الحلة الفوق ومهما تتساقط الأمطار بغزارة والسيول كانها من بحيرة فيكتوريا تندفع، تمتص ببنى تحتية تقليدية صدماتها وآثارها بعبقرية التأسيس والنأى عن مسارات السيول وتجمع مياه الامطار بيضاء فوق الرمال تراها تتمختر حتى تبلغ منتهى لها والمتبقية تتبخر ومطلقا لا تأسن لأن فسحاتها ومساربها بيئاتها نظيفة غير ملوثه، لا ننسى نحن من عاصرنا صغارا فى الحلة الفوق مقدم السيل العرمرم من اعالى الجبال الشرقية فى طريقها للالتحام مع مياه النهر عبر مسار يتلفلف حتى يصل مرماها وقشة لا تعثره وأهلى القريون الأقحاح لا يعترضون باقامة وبناية سكة الوصول من لدن التساقط والتهامر حتى الإنصباب، عقلية فطرية سليمة منتشرة فى شتى انحاء وبلدات تترامى بين مساقط الامطار ومجارى السيول والوديان لو وجدت دولة رسمية معافاة لكان الخريف فصلا للفرجة والمتعة والنزهة لا كما هو الحال عليه فى كل عام والحصاد قتلى ومصابين وخراب ودمار، واقع تجنبه يقتضى نهوض الامة من سبات الخلافات وتجاوز المرارات فى المرحلة الإنتقالية التى لو تفرقت إداراتها المفقودة بعد العثور عليها لمعالجة الإختلالات الموسمية الخريفية لكفاها، فكم هو مؤسف وموجع عجز الدول الرسمية المتعافبة عن وضع حد للكوارث الطبيعية فى فصل الخريف الثابت الوحيد فى حياتنا مقابل عجز وشلل يصيب أجهزة الدولة وقياداتها المتعاقبة عن القيام بواجباتها بخطط خلاصة دراسات و بالاستفادة من عبقرية المواطن الفطرية المتصالح بها والمتعايش مع كوارث الطبيعة بسبب اخطاء تاريخية وإدارات متعاقبة فاشلة لشأن الدولة السودانية وهذا مما يضاعف مسؤولية المواطن من ينهض الآن مستفيدا من وسائل التواصل لعكس الآثار السالبة بسبب الإهمال وضعف التحوط للتعامل مع موسم الامطار، والحال الماثل إعلام مواطن مكثف يصور عموم الحال وتداعيات المآل،والمؤسف والموجع فقدان الأرواح و خسائر الدمار لينطبق سائر القول على المشهد ميتة وخراب ديار، الإسعافات الأولية والمدد من الإغاثات للمنكوبين واجب وفرض عين على الجميع للأخذ بايادى الضحايا من يحتاج بعضهم غير المعالجات المادية والتعويضات لأخرى نفسية، وبعيدا عن الآثار الآنية لكورارث موسم امطار وفيضان لا زال حابلا ومنبئا بالمزيد،مطلوب التعامل ببعد نظر من مؤسسات الدولة التى لازالت بالكاد قائمة مع التداعيات الاخطر فى بعض المناطق المتأثرة خاصة المجاورة مناطق التعدين الأهلى وكرتات وفضلات التنفيب عن الذهب وغيرها من المنشآت ذات المخلفات الخطيرة على صحة الإنسان المنهكة بسوء التغذية وانخفاض معدلات الرعاية الصحية والطيبة وزد عليها تنامى حالات الإصابة بالسرطانات، فمياه الأمطار وانجراف المخلفات معها ومحمولة كرتات وفضلات على أسنة السيول تبلغ المتأثرين فى عقور ما تبقى من الدور مصيبة بالأمراض الوبائية الفتاكة هذا غير مصاب انتشار اخطر الأمراض وتفشى الامراض الخبيثة وبلوغ الحالات عشرات الآف هذا غير المرصودة، فما اخطر زيادة الطين بلة فى دولة عائرة وسياط الخلاف تلهب ظهورها حتى يبين عواراها وتنكشف منها العورات والسوءات!